أثر إستراتيجيات تعليم التعبيرات الاصطلاحية في فهمها واكتسابها لدى متعلمي اللغة العربية من الناطقين بغيرها: دراسة تجريبية

الملخص

تُعد التعبيرات الاصطلاحية من أبرز مظاهر العمق الثقافي والبلاغي في اللغة، وتحمل دلالات مجازية تتجاوز المعنى الحرفي للكلمات. ويُواجه متعلمو اللغة العربية من الناطقين بغيرها تحديات كبيرة في فهم هذه التعبيرات واستخدامها، خصوصًا عند غياب إستراتيجيات تدريسية تأخذ بعين الاعتبار خلفياتهم اللغوية والثقافية. وقد هدفت الدراسة إلى قياس أثر مجموعة من الإستراتيجيات التعليمية المتنوعة على تحسين فهم المتعلمين لهذه التعبيرات واستخدامهم لها. كما هدف هذا البحث إلى تقديم إستراتيجيات تعليمية فعالة تساعد المتعلمين على استيعاب التعبيرات الاصطلاحية وتوظيفها في السياقات التواصلية بشكل دقيق. كما يسعى إلى اختبار فرضية مؤداها أن الاعتماد على الأساليب التقليدية يضعف عملية الاكتساب، في حين تسهم الإستراتيجيات الحديثة، كالتوضيح البصري، والمقارنة بين اللغات، والتمثيل السياقي، في تعزيز الفهم والاستخدام الصحيح للعبارات الاصطلاحية. اتبعت الدراسة المنهج التجريبي، وطبقت على عينة مكونة من 40 طالبًا قُسموا إلى مجموعتين: تجريبية تلقت تعليمًا يعتمد على إستراتيجيات متنوعة، وضابطة تلقت تعليمًا تقليديًا. كشفت النتائج عن تفوق واضح للمجموعة التجريبية بنسبة 92.1%، مقابل 67% للمجموعة الضابطة، مما يؤكد فاعلية الإستراتيجيات المستخدمة. وتوصي الدراسة باعتماد أساليب تدريس مبتكرة تعتمد على التفاعل والسياق والوسائط البصرية، لما لها من دور فاعل في تعزيز الكفاءة اللغوية وتسهيل تعلم التعبيرات الاصطلاحية بشكل مستدام.