تمثيلات البيئة في روايتي نزيف الحجر وأطفال منتصف الليل: دراسة نقدية مقارنة

محتوى المقالة الرئيسي

د. محمد بن لافي اللويش

الملخص

تتناول هذه الدّراسة تـمثيلات البيئة فـي روايـتَـيْ (نزيف الـحجر)؛ لإبراهيم الكونـي و(أطفال منتصف اللّيل)؛ لسلمان رشدي، بما تنطوي عليه من دلالات بيئيَّة ضمن نسيجها السَّرديّ وعلاقة ذلك بالواقع البيئي الخارجي؛ فعلى الـرّغم من أنَّ (نزيف الـحجر) تُعنـى بالعلاقة مع الآخر، وما يفرضه نـمط العيش فـي الصَّحراء العربية من مـمارسات روحيَّة وثقافيَّة، إلَّا أنَّـها تتضمَّن أبعادًا بيئـيَّة تستدعي الـتَّأمُّل والـتَّحليل، وبالـمثل تنشغل رواية (أطفال منتصف اللّيل) بالقضايا الاجتماعـيَّة والسّياسيَّة في الهند بعد الاستقلال، إلَّا أنَّ بنيتها السَّرديَّـة تكشف عن إسقاطات بيئيَّة مضمرة من خلال توظيف رمزية الغابات والطبيعة الساحرة، مما يـسهم فـي تشكيل رؤيتها الفنية العامَّة. وبناءً على ذلك تهدف هذه الدّراسة الكشف عن الـمضاميـن الفلسفيَّة والأخلاقـيَّة الَّتـي تـحملها البنية السَّرديَّـة في الروايتين، ومدى إسهامهما فـي رفع درجة الوعي البيئيّ لدى المتلقي. كما تسعى الدّراسة إلـى تقديـم مقاربة نقديَّـة تستند إلـى النَّقد البيئيّ فـي تـحليل نصوصٍ سردية قد لا تُصنَّف ضمن الأدب البيئيّ الـمباشر؛ ومن خلال هذا الـتَّحليل تـخلص الدراسة إلـى أنَّ مركزيَّـة البيئة وقضاياها ليست مـجرَّد عناصر ثانويَّـة فـي الـرّوايتيـن، بل تُشكّل بُـعدًا جوهريًّـا يُسهم فـي توجيه مسارات السَّرد وبناء دلالاتـهما العميقة.

تفاصيل المقالة

القسم

أبحاث المجلد الثاني